الجمهوريه اليمنيه - محافظة إب .
أكتب لك هذه الكلمات التي اتمنى أن تجد مكانها من قلبك.. فنحن نمارس-في بعض الأحيان- نوعا من التغير على الذات، وفي بعض الأحيان على الآخرين.. كي نلفت الانتباه إلينا، أو نؤكد وجودنا أو ننتقم لمشاعرنا، لأحاسيسنا، لكرامتنا، و ربما لكي نشعر الآخرين باننا لسنا ضعافا أمامهم، أو أدوات في أيديهم، أو احتياطيين في حياتهم، متى أرادونا وجدونا، و عندما استنفذوا أغراضهم منّا قذفوا بنا بعيدا..
نتغير على الذات..لأننا لا نقبل أن تظهر وكأنها متهالكة و ضعيفة و مهزوزة ولا قيمة لها، ونتغير على الآخرين حتى نشعرهم بأهميتنا أو بعدم حاجتنا إليهم، و إن كنا في أمس الحاجة إلى مشاعرهم، إلى دعمهم، إلى مواقفهم إلى جانبنا في ظروفنا الصعبة.
و قد نظهر في بعض الأحيان نوعا من التذمر أو الشكوى أو الاستياء لأننا نشعر بأننا مهمشون، مضطهدون، ثم نكتشف بعد ذلك أن كل مافعلناه كان خطيئة بحقنا أكثر من انه خطيئة بحق غيرنا، وقد نقرر في لحظة غضب بيننا وبين أنفسنا.. أن أناسا معينين لا يستحقون إحترامنا، ولا يستوجب علينا تقديرهم.. ثم نكتشف بعد وقت قصير أننا لا نسوى شيئا بدونهم، وأن من تصورناهم ضدنا هم الأكثر حرصا علينا، و محاولة لحمايتنا من أنفسنا، ومن المستثمرين لانفعالاتنا، أو المستخدمين لنا كأدوات في حروبهم الخاسرة ضد خصومهم من البشر.
نفعل هذا بحماقة أحياناً، ونفعله بفجاجة في أحيان أخرى، وقد نفعله في لحظة طيش في أحيان ثالثة. حتى إذا أفقنا، حتى إذا نظفت نفوسنا، حتى إذا اصطدمنا بالحقيقة..اكتشفنا أننا ضحايا أحاسيس خاطئة، وتحليلات "قاصرة"، و معلومات "مسمومة"، و وشايات "متعمدة".
عندها نواجه مأزقا حادا مع أنفسنا.. ومع الآخرين. مع أنفسنا لأننا نصدر أحكام متعجلة في لحظات مجنونة، ومع الآخرين لأننا نقع تحت تأثير الابتزاز العاطفي أو الرغائبي، وفي كلتا الحالتين نحن الذين ندفع الثمن، ونحن الذين نصبح ضحايا انفعالاتنا، وضحايا الاستغفال لنا، فوالله إن هناك من يتاجرون بقلوبنا وإن أظهروا لنا مودة مزيفة، وهناك من يحرصون على مودتنا وإن صورهم الآخرون لنا كأعداء.
لذا اتمنى من الله وحدة أن تنقشع سحابة الصيف هذه، وأن يغفر لي ولك ما اقترفناه في حق أنفسنا، ثم التمس منك العذر الشديد على أي خطأ أو انفعال غير مقصود.. راج من الله تعالى أن يديم ما بيننا من المودة والصداقة موصولا شكري وتقديري لكل من سعى في الإصلاح مابيننا و أحسن الله لنا ولكم.
أخوك / عبدالهادي أحمد الحجري
0 التعليقات:
إرسال تعليق